بقلم الدكتور ـ محمد الرحموني ـ في إطار حملة حركة النهضة “اسمعني وشاركني”، كنت يوم الأحد الفارط، مع ثلة من المناضلين، على موعد مع جمع من المواطنين في سوق المروج الأسبوعي. وبحكم التجربة السياسية والمهنية لم أجد صعوبة تذكر في مبادرة الناس بالحديث وفي الاستماع إليهم. ورغم أنني لم أكن أبدا من المتشائمين في تقييم وضع الحركة بعد أكثر من سنة من الحكم فقد سعدت حقا من ردود فعل الموطنين:
– قسم كبير منهم أبدى ترحابا كبيرا بنا سائلا عن أحوال الحركة مستغربا غيابها عن الساحات العامة.
– قسم آخر أبدى غضبه الشديد من سلبية الحكومة في مقاومة التهريب وغلاء المعيشة وحفظ الأمن.
– قسم ثالث طرح علينا أسئلة حول وضع الحركة مبديا تخوّفه من المتربصين بها باحثا عن معلومة مطمئنة في هذا المجال.
– إحدى السيدات كانت مصحوبة بابنتها رفضت في البداية التحدث إلينا ولمّا طالبناها بتبرير تصرفها أشارت إلى ابنتها وقالت: هل يعقل أن تظل ابنتي تعاني البطالة بعد تخرجها في حين يتم توظيف أبناء النهضة؟ ولمّا طلبت منها أن تقوم بزيارة خاطفة إلى القصبة حيث أبناء النهضة معتصمون دفاعا عن حقهم في تفعيل العفو التشريعي أسقط في يدها.
-ف رح من فرح وتظلم من تظلم واستفسر المستفسرون ومع ذلك لم نسمع كلمة واحدة عن نداء تونس ولا عن الجبهة الشعبية ولا عن التجمع فالشعب الكريم لا يعرف سوى النهضة.
وأكاد أجزم أن ردود فعل المواطنين في مناطق كثيرة من البلاد لا تختلف عمّا سبق ذكره ومع ذلك فمازالت الحكومة لم تبرز أنيابها بعد ( لا شىء في الأفق إلى حد الآن بخصوص المحاسبة ومصير رجال الأعمال الفاسدين) ومازالت قيادة حركة النهضة لم تحسم بعد أمر التجمعيين (قانون تحصين الثورة ) ولم تتقدم خطوة واحدة في إصلاح جهازها الإعلامي… رغم ضيق أغلب المواطنين بالمشهد الإعلامي الراهن. مازالت أغلب القيادات متحصنة بمكاتبها لا ترى الواقع إلا من خلال الإعلام النوفمبري يصور لها الفئران والأقزام غيلانا وديناصورات فتضعف وترتعش.
إنه لأمر مؤلم أن تخطىء حركة النهضة قراءة الواقع والأكثر إيلاما أن تستهين بالشعب العظيم مستعيضة عن الاتصال المباشر به بما يردده الناطقون باسمه من أرقام ونسب وهو منهم براء فتتركه وتنبري باحثة ولاهثة وراء تحالفات وتنازلات وتخيلات…
كل الاحترام لك أستاذي الفاضل محمد الرحموني
مازلت أذكر تلك الساعات التي كنا نقضيها في الفصل وتحت اشرافك في مناقشة و تحليل كتاب “الإسلام وأصول الحكم” لعلي عبد الرازق.
لا أعلم لماذا كان يتهيأ حينها أنك أبعد ما تكون عن حركة النهضة، ربما لم أكن أعرفك عن قريب. لو عرفتك نهضويا لاحببتك أكثر 🙂