تم ليلة أمس الجمعة 12 جويلية 2012، الموافق للثالث من شهر رمضان المعظم، افتتاح مهرجان قرطاج الدولي بعرض لكورال الجيش الأحمر الروسي. العرض كان تظاهرة ثقافية كاملة لاحتوائه فنونا مختلفة تراوحت بين الموسيقى الكلاسيكية والفلكلور الشرقي والتراث الروسي ورقصات باليه ولوحات راقصة من الريف الروسي وموسيقات مختلفة منها الجاز والروك.
عرض متميّز
كل المتابعين من جمهور ونقاد وفنانين ممّن واكبوا مختلف فعاليات العرض الذي انطلق في حدود العاشرة والنصف ليلا إلى الواحدة والنصف صباحًا، أشادوا بالعرض الذي امتد على ثلاث ساعات متواصلة واعتبروه عرضًا فريدًا ومتميّزًا حقق نجاحًا جماهيريا باهرًا، حيث امتلأ المسرح بعشاق المهرجان الذين توافدوا على قرطاج منذ السادسة مساء حيث أفطروا هناك.
مختلف فقرات العرض تخللها تصفيق حار من الجمهور الذي لم يتوان عن إبداء إعجابه بكل اللوحات الراقصة والموسيقات المختلفة دون استثناء.
افتتاح مختلف
الفنان لطفي بوشناق، حين سألناه مباشرة إثر العرض عن رأيه وعن سرّ غياب الفنانين التونسيين والأعمال التونسية عن حفل الافتتاح في سابقة أولى، قال إنه لا يرى في ذلك بأسًا بل قال حرفيا عن غياب التونسيين عن اعتلاء خشبة المسرح “الغايب حجتو معاه”. ولم يخف بوشناق شديد إعجابه بالعرض المتنوع قائلا إن هؤلاء الروس جاءت بهم ثورة عظيمة شهدها الاتحاد السوفياتي، لكنهم أيضا حققوا ثورة ثقافية وصلوا من خلالها إلى هذا المستوى الراقي من الإبداع الفني، داعيًا التونسيين إلى حذو حذوهم والاستفادة من تراثنا وتاريخنا للتأسيس لثقافة بديلة تكون بطاقة هوية لتونس والتونسيين.
إبداع متواصل
في لقائنا بالسيد المهدي المبروك، وزير الثقافة، الذي أشرف على حفل الافتتاح وواكب العرض أكد لنا أن قرطاج هذا العام زاخر بالأعمال العالمية والمحطات الفنية الراقية وأنه يشيد بالتنظيم المحكم وحسن سير حفل الافتتاح فنيا وتنظيميا، وأنه سيدعم ثقافة الإبداع التي تجعل من قرطاج فضاء لتلاقي الثقافات المختلفة ومنبرًا للحوار الفني المنفتح على العالم.
أجواء احتفالية ممتازة ولكن !
بعد ثلاث ساعات من الإبداع والترفيه، كان خلالها الجمهور التونسي جمهورًا راقيا سمّيعا مشجعا ومنفتحا على موسيقات العالم وفنونه المختلفة، وإثر انتهاء العرض ومغادرة الآلاف من الحاضرين، بقيت زمرة من عشرة أنفار تحمل أعلام الاتحاد السوفياتي سابقًا، ثم رفعت شعارات سياسية لا علاقة لها لا بالمكان ولا بالزمان ثم أصرّوا على عدم مغادرة مدارج المسرح إلا بعد أن خرج الجميع.. حركة لم يستسغها حتى الروس الذين قالت إحداهن: هل هم من روسيا ثم استدركت مقولتها لأنها لم تفهم لغتهم التونسية فقالت هل هم شيوعيون؟