كيف يشرب رواد الفضاء القهوة؟

يقول عالم الفيزياء البروفيسور مارك ويسلوغل (Mark Weislogel) أن الشيء الطبيعيّ الذي سوف تفكر فيه من الوهلة الأولى هو أن تضع الكوب في فمك وتأخذ رشفةً منه، لكنك عندما تطبق هذا على الحال في الفضاء فلن تخرج القهوة من الكوب أصلاً!! بل في الواقع يجب عليك هزّ الكوب بناحية فمك وتنتظر حتى تنفصل القهوة عن الكوب وتطفو بناحية فمك!!
ولو فكرت قليلاً فسوف تجد أن القهوة ليست السائل الوحيد الذي يصعب التحكم فيه، فهنالك عدة سوائل أخرى مثل: الوقود المنخفض الحرارة الذي يستخدم في الآلات التى تعمل في الفضاء مثل ( الأقمار الصناعية )، و المبردات الحرارية و الماء الصالح للشرب، و البول أيضاً!
إن السوائل لا تجري داخل الأنابيب في الفضاء مثلما تجري في الأرض، وهنالك حالات لاتستطيع فيها ضخ المياه آلياً فكيف تستطيع جعلها تتدفق لوحدها؟! هذه المعضلة شكلت تحديًا حقيقيًّا لمهندسي التصميم في الأنظمة التي تستخدم السوائل.
و بسبب ذلك قرر فريق البروفسور مارك ويسلوجل إجراء تجربة التدفق الشعري على متن محطة الفضاء الدولية، وكانت نتائج التجربة مدهشة حقاً، و المبدأ الأساسي للتجربة هي نظرية الزاوية الداخلية والتي تنص على التالي :
“إذا اتصل سطحان صلبين في زاوية ضيقة بشكل كافٍ, فإن السوائل تحت الجاذبية الصغرى سوف تتدفق بشكل تلقائي في امتداد هذا الاتصال من غير الحاجة لضخها, هذه الخاصية الشعرية يمكن أن تستخدم للتحكم بكل أنواع السوائل في مراكب الفضاء, من الوقود المنخفض الحرارة إلى النفايات معادة التدوير، هذه الظاهرة من الصعب دراستها على الأرض بسبب تأثير الجاذبية و لكن يمكن ملاحظة و إنشاء تدفقات الزاوية الواسعة النطاق على متن محطة الفضائية الدولية“.