طالعت ـ كما غيري ـ كتاباتٍ عديدةً عن التظاهرة السياحية الدولية الكبرى في توزر والتي وقعت الدعاية إليها تحت عنوان “الرمال الإلكترونية”، كتابات عبّرت عن حالة استياءٍ كبير لما شهدته التظاهرة تلك من تعبيرات “سياسية” غير مهذبة وغير ضرورية ومن تعبيرات سلوكية رآها الكثيرون صادمة للقيم والذائقة التونسية وثمة من حمّل المسؤولية لوزيرة السياحة وتحامل عليها بمفردات غاضبة وحتى غير لائقة وثمة من نادى إلى التظاهر والمطالبة بإعفائها من مهامها .. وثمة أيضا من دافع عن الوزيرة وقدم “نظرية” في مقومات السياحة ولذائذها وأجوائها ولكن بأسلوب لم يَخْلُ من شتيمة وسخرية من خصومها ولم يخْلُ من الدعاية المكشوفة أيضا.
أعتقد أنه ليس مجديا في شيء تناول المسألة بأساليب غير منسجمة مع نوايا الإصلاح والترشيد ومع الروح الوطنية للغاضبين أولائك وأعتقد أنه يمكن تناول الظاهرة ضمن مباحث عميقة وجدية من مثل: “التبعية الاقتصادية والتكييف السياحي/الثقافي” أو “الارتهان الاقتصادي والارتخاء السيادي” … فالشعوب التي تعتاش من السياحة بشكل أساسي والتي تتعلق فيها مصالح الكثير من العائلات ومن اليد العاملة ومن الحِرفيين والتجار ومن أصحاب المال بالوافدين بغاية الاستجمام والالتذاذ والتمتع والتعرف،يمكن أن تضعف فيها نوازع الهوية وحماسة الانتماء ويمكن أن تصبح نداءاتُ الحاجة فيها أوضحَ من نداءات المعاني والقيم.
تلك الشعوب يمكن أن تتنازل مُكرهةً عن بعضِ أو كثيرٍ من مقوماتها الحضارية والثقافية والقِيمية ويمكن أن تقدم نفسها ككائنات طريفة تغري بالزيارات الترفيهية وتعرض نفسها لتسلية السياح وتقديم شتى الخدمات والاستعراضات تحت عناوين الفولكلور والعادات والتقاليد . وستجد ما يكفي من المفردات البارقة لتبرير الحالة تلك من مثل “الانفتاح” و”التعارف” و “تبادل الخبرات” …ولا أحد يشكك من حيث المبدأ في كون الحضارة الإنسانية إنما هي محصلة التجارب البشرية في تنوعها واختلافاتها وتفاوت مهاراتها وفنونها وإبداعاتها وإنما خلق الله تعالى الناس شعوبا وقبائل ليتعارفوا ولتتكامل تجاربهم وليستفيد بعضهم من مُنتجاتِ بعضٍ وهو ما حصل فعلا من خلال تعاقب الأمم وتداولها على مواقع الريادة الحضارية.
إن مستوى “الإهانة” التي قد يكون شعر بها الكثير من التونسيين خلال فعاليات “الرمال الإلكترونية” ليست أقل وقعا من عملياتِ تسوّل حكامهم للقروض والهِباتِ ومِما يحصل في أسواق الصناعات التقليدية من عمليات اعتراض للسياح ومبالغة في الإلحاح لِلَفت انتباههم أو جرهم إلى الدكاكين والحوانيت والمطاعم بل ولاسترحامهم واستعطافهم حتى يُنفقوا مما لديهم في عملية بيع وشراء أو استهلاك واستمتاع .
إن الأمم المنتصرة تنتصر دائما لثقافتها وتاريخها وقيمها ولُغتها وتجعل منها نموذجا يُحتذى وعلامة يُهتدى بها ويُنالُ الشرفُ بتقليدها والتماهي معها.وإن الأمم المهزومة تهزم ثقافتها وتاريخها ولغتها وقيمها وتجعلها مضربا لأمثال السوء وعلامة للتخلف والغرابة والعجائبية.
فقد بصره بعد تعرضه لاعتداء من أمني: محكمة الاستئناف بالقيروان تؤكد إيقاف التلميذ بتهمة محاولة القتل
قال رياض بن حليمة الناطق باسم محكمة الاستئناف بالقيروان اليوم الخميس 1 جوان 2023 على ما تم تداوله في مواقع...
قراءة المزيد