بعد أن أعلنت مؤسسة سيغما كونساي عن نتائج آخر استطلاع للرأي قامت به بشأن النتائج المحتملة للاستحقاقات التشريعية والرئاسية المرتقبة، جنّ جنون الجبهة الشعبية؛ لأن المؤسسة لم تمنحها حسب ما قامت به من استطلاعات للرأي إلّا نسبة ثلاثة فاصل ثمانية بالمائة، وقد نشرت الجبهة الشعبية على موقعها تقريرا عن عمليات سبر الآراء التي تقوم بها مؤسسة سيغما، وقدمت جملة من الاحترازات على النتائج الأخيرة، وهذه أول مرة منذ شروعها في عمليات سبر الآراء تشكّك فيها الجبهة في هذه المؤسسة وفي نتائجها، معتبرة أنها أحقّ بالمرتبة الثانية من حركة النهضة، وكانت سيغما قد أعلنت أن استطلاعاتها أثبتت أن نداء تونس في المرتبة الأولى بنسبة تفوق 50 بالمائة، والنهضة الثانية بنسبة تفوق 30 بالمائة ..
ويبدو أن الجبهة نسيت أن هذه النسبة من الأصوات التي شكّكت فيها هي في الأصل محلّ شكوك من كل التونسيين؛ لأن ثلاثة بالمائة من الشعب التونسي نسبة كبيرة على حمة وجماعته، وهي لا تمثل مجموع الإعلاميين الذين يجملون صورة حمة ورفاقه، وجعلوا منهم نجوم “بلاتوهات” بامتياز؛ إذ لولا أولئك الرفاق الإعلاميين لما كان لحمة والمنجي وزياد والصديق صدى يذكر في البلاد. فالشعب لا يختار إلا من له برامج تحترم هويته وتراعي خصوصيته، أما من احترف التعطيل وسعى إلى تغليب صناديق الموتى على صناديق الاقتراع، وزرع الفشل حيثما حلّ، فلن يجني إلا الفشل.
ياسين الصيد