بادرت حركة النهضة بإقامة احتفال شعبي كبير يوم أمس في شارع حبيب بورقيبة بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسون للاستقلال. وقد جاء الآلاف من المواطنين نساء ورجالا أطفالا وشبابا وكهولا، من حركة النهضة وأحزاب واتجاهات أخرى حاملين الأمل بتجاوز كل الصعوبات التي تعيشها بلادنا منذ الثورة المباركة التي أطاحت بالاستبداد. ورفع الآلاف أعلام تونس واعلام حركة النهضة منشدين الأغاني الوطنية رافعين شعارات عديدة تمجّد الاستقلال والثورة والشهداء، مطالبين بمواصلة المسيرة نحو تحقيق حلم التونسيين في تحقيق أهداف ثورتهم ودولتهم الديمقراطية المستقرة.
تونس حرية تونس ديمقراطية تونس هوية، هكذا لخص السيد علي العريض حلم التونسيين في تجربة جديدة نحتت بدماء الشهداء وتضحيات أجيال من التونسيين. كما أشاد وسط صيحات الحضور “الشعب يريد العريض من جديد” بما تحقق من خطوات حتى الآن وخلال حكم الترويكا خاصة ومنها دستور تونس التوافقي، الذي أكد على مبدأ الحرية والمواطنة والعدل. وأكد العريض على الإصلاحات العديدة التي تم تحقيقها وقال أنها إصلاحات مهمة سوف تثمر في السنوات القادمة. كما اشار إلى أن حكومته وحكومة الجبالي خلال حكم الترويكا حققت الكثير من الانجازات بعضها سياسي ويتعلق بترسيخ الديمقراطية والحرية وآخر في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتي لم يتحقق بعضها خلال عشر سنوات سابقة.
كما نبه علي العريض إلى سقف حلم التونسيين العالي وامكانيات الدولة المتواضعة، مؤكدا أن العمل سيتواصل للقضاء على البطالة وتوفير الحياة الكريمة لكل التونسيين.
وتحدث في الاحتفال الشعبي أيضا كل من عبد الكريم الهاروني وفريدة العبيدي وبلقاسم حسن مؤكدين على روح التوافق الوطني والتمسك بالهوية العربية الإسلامية وبحقوق الإنسان، محذرين من أي تراجع عن مكاسب الشعب التونسي في الحرية والكرامة، ومحذرين من أي انتهاكات باسم مكافحة الإرهاب يمكن أن تجرّ التونسيين الى الانحراف بثورتهم عن مسارها. وقال الهاروني مبشرا التونسيين أن سنة 2014 التي أرادها الرئيس السابق بن علي سنة التمديد في حكمه بالوراثة ستكون سنة الانتخابات الحرة والنزيهة معتبرا أن تونس لا تهددها السيناريوهات الأجنبية وان حل مشاكلها سيكون تونسيا. كما اكد أن استقرار تونس ومناعتها والوصول الى انتخابات ديمقراطية تحقق الاستقرار أهم للنهضة من الوصول للحكم.
ومن جهتها قالت فريدة العبيدي ان الاحتفال بعيد الاستقلال هذه السنة كان بطعم خاص، بعد المصادقة على الدستور، وبعد توافق وطني عريض، وحكومة مستقلة، ولمسة وفاء لكل شهداء تونس على مر العصور، مؤكدة على ضرورة مواصلة العمل بجدية من اجل استكمال بناء المسار الديمقراطي والتجربة الديمقراطية.
الاحتفال بعيد الاستقلال والذي بادرت به حركة النهضة جاء في وقت يتطلع فيه كل التونسيين إلى الانتصار على ظاهرة الإرهاب الكريهة وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والخروج من هذه المرحلة الانتقالية بانتخابات شفافة وديمقراطية أمام أنظار العام ترسخ النموذج التونسي الذي يحلم به التونسيون جميعا، وحقق حتى الآن إعجاب العالم قاطبة. هذه الأهداف على الجميع اليوم التوحد حولها في توافق ووحدة وطنية توفت على كل المتربصين بالثورة شرا، وهو أمر ممكن التحقيق بذكاء التونسيين جميعا وإرادتهم في التحرر والانعتاق.