أكّد رئيس مرصد الحقوق والحريات أنور أولاد علي الاربعاء 19 مارس خلال مؤتمر صحفي تحت عنوان “المنع من السفر انتهاك جديد لحقوق الانسان ” أنّ آلاف المواطنين تعرضوا للمنع من السفر بشكل تعسفي دون إذن قضائي أو مبررات مقنعة .
وبيّن أنّه تم منع العديد من الأشخاص من السفر للدراسة أو آداء مناسك العمرة وقدّم شهادات حيّة عن هذه الممارسات معتبرا أنّ هذا الأمر فيه تجاوز صارخ للدستور الذي يضمن هذا الحق.
وبيّن أولاد علي أنّ البروتوكول الاضافي لحرية التنقل الذي أمضت عليه تونس مؤخّرا يمكّن الممنوعين من السفر من التقاضي أمام المحاكم الدوليّة وأمام لجنة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة .
واعتبر عضو المرصد التونسي للحقوق والحريات رفيق الغاق أنّ هذا الأمر خطير يعكس صمت السلطة القضائيّة وسوء تطبيق القانون مشيرا الى أنّ السلطة القضائيّة هي صاحبة القرار في منع السفر من عدمه وليس عون الأمن في الديوانة أو النّقطة الحدوديّة .
ودعا القائمين على مرصد الحقوق والحريات كل السلط المعنيّة من رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهوريّة ورئاسة المجلس الوطني التأسيسي الى تحمل مسؤولياتهم القانونيّة والدستوريّة والأخلاقيّة ازاء ما اعتبروه ممارسات غير مبررة ومجانية لحقت مواطنين أبرياء لا ذنب لهم.
كما دعا المرصد كل الشخصيّات والمنظّمات الحقوقيّة الوطنيّة والدوليّة الى الوقوف ضدّ هذه التجاوزات التي تنتهك حق الأفراد في التنقّل والسّفر المكفول دستوريّا .
الداخلية وتجاوز للقانون
وعبّر مرصد الحقوق والحريات أيضا عن قلقه العميق من تنامي بعض مظاهر الاعتداءات الأمنيّة المتكررة على عدد من المواطنين والأهالي عن طريق الاقتحامات العشوائيّة للمنازل دون إذن مسبق من النّيابة العموميّة والاعتقالات العنيفة للمشتبه فيهم تحت ذريعة مقاومة الإرهاب والجريمة والشغب على غرار ما حصل مؤخّرا في جهة منزل نور بالمنستير .
وفي هذا الاطار اعتبر نجيب مراد عضو المجلس التّأسيسي عن حركة النّهضة خلال حضوره النّدوة أنّ الناطق الرّسمي باسم وزارة الداخليّة قد تجاوز القانون باتهامه الموقوفين في منزل نور بانتمائهم لخليّة تكفيريّة ارهابيّة قائلا إنّ أهالي الموقوفين من حقهم تقديم شكوى ضدّه .
ووصف مراد العمليّة الأمنيّة بمدينة منزل نور بالجريمة والهجمة الشرسة ” قائلا أنها تمّت بشكل مرعب وتحركت دون سبب على مساكن أشخاص غير فارّين بل هم أصيلي المنطقة .
وذكر مراد أنّه تنقّل على اثر الكم الهائل من المكالمات الهاتفيّة التي تلقاها الى منزل نور وقام خلال 9 ساعات بزيارة الى كل المنازل التي تم اقتحامها وعددها 11 منزلا واستمع الى شهادات الأهالي.
ودعى مختلف الأطراف الذي مازال لديها نفس ثوري على حد قوله الى التجنّد لمثل هذه الممارسات والتصدي لها.
وفي السياق نفسه بين المحامي أنور أولاد علي أنّ الصور التي تمّ بثّها في ندوة وزارة الداخليّة على أنّها معسكرات لتدريب الشباب تعود الى رحلة قام بها بعض الشباب الى مدينة تمغزة وأكّد أنّ هناك مقاطع فيديو تثبت ذلك وأنّه سيتم تقديمها الى القضاء .