حمادي الجبالي: النهضة في دمي.. ولن أترشح لرئاسة الجمهورية إلا مستقلا
محمد فوراتي
أكد السيد حمادي الجبالي أمس خلال حواره مع إذاعة موزاييك أنه استقال فقط من الأمانة العامة وليس من حركة النهضة، مؤكدا أن هناك تهويلا كبيرا لاستقالته من هذا المنصب الذي لم يعد يناسبه لعدة أسباب. وعبر الجبالي عن فخره واعتزازاه بانتمائه إلى حركة النهضة قائلا أن النهضة في دمه وانه تربى فيها وتعلم فيها النضال والتضحية. وفند الجبالي الكثير من التحليلات والأقاويل التي صاحبت إعلانه الاستقالة من الأمانة العامة.
من جهة أخرى أشار الجبالي إلى ضرورة عرض كل مترشح للرئاسة إلى الفحص الطبي مؤكدا انه يتمتع بصحة جيدة تؤهله لهذا المنصب. وانه من الممكن أن يترشح لهذا المنصب خدمة لتونس، وإذا توفرت الظروف المناسبة لذلك، وانه لم يقرر بعد هذا القرار الذي مازال مبكرا حسب تعبيره. وقال: اذا ترشحت للرئاسة فلن أترشح إلا مستقلا، لأني أعتبر أن وظيفة الرئيس القادم هو تجميع كل التونسيين تحت خيمة واحدة.
من جهة اخرى أكد على ضرورة ان يكون المرشح لرئاسة الجمهورية شخص له استقلالية قالئلا: لو دخل شخص متحزب لقرطاج، ستكون كارثة على البلاد.
وفي إشارة أخرى لا تخلو من اهمية قال الجبالي: أعتبر انه لا يجب تسخير الدولة للحملات الانتخابية، بمنطق العدل والتساوي في الفرص، وأضاف: بقاء أي مترشح في المواقع الحكومية يخل من هذا التساوي. وقد فهم من هذه العبارات ضرورة استقالة كل من بن جعفر والمرزوقي من منصبيهما اذا اعلنا الترشح لمنصب رئيس الجمهورية.
وانتقد الجبالي السبسي قائلا: الباجي قائد السبسي سعى لقرطاج، والخطأ الكبير الذي وقع فيه هو ظنه أنه يمكنه تغيير كل شيء حتى رئاسة الجمهورية. هذا خطر كبير هدد المسار الانتقالي واستهدف بالأساس المجلس التأسيسي.
النهضة وحرية التعبير
وقال الجبالي في الحوار أن هناك مساحة كبيرة لحرية الرأي والديمقراطية داخل حركة النهضة، ملمحا الى أن الديمقراطية في النهضة تحتاج الى قنوات أفضل وخاصة لحسم الخلافات الداخلية. وأطنب الجبالي في الحديث عن دوره الوطني الذي قام به ويمكن ان يقوم به في المستقبل مظرا اهتماما كبيرا بنجاح التجربة الديمقراطية في تونس وترسيخها. وقال: تكون لدي شعور وقناعة انه ممكن نفيد بلادي من مواقع أخرى عديدة، وقد وجدت مكاني الأليق خارج الأمانة العامة.
وأضاف: أريد المساهمة مع غيري في ترسيخ التجربة الديمقراطية، وآمل ان تسود تونس الحرية والديمقراطية والحرية وهذا المشروع لم يكتمل بعد، وايضا ربما مهدد وخاصة عندما نضعه في إطاره الاقليمي والدولي، وهمي الكبير هو ترسيخ هذا المسار. هناك ارهاصات كبيرة للردة وموقعي الاساسي هو ان المسار الديمقراطي الذي ضحى من اجله الشعب يتحقق ومن أي موقع استطيع ان أفيد لن اتأخر. وإذا لم يكن من رئاسة الجمهورية فإنه من اي موقع آخر.
وقال أيضا: عندي مشروع لترشيد القيادات وجلب الدعم والتأييد لبلادي من الخارج وتكوين نوادي لاصدقاء تونس في الخارج ودعم المشروع التنموي في الجهات.
وبخصوص علاقته بالنهضة أكد أنها علاقة كبيرة لا يمكن محوها بسهولة كما يتصور البعض، وقال: علاقتي بالنهضة علاقة شخصية عميقة ونضالية وتاريخية فقد تربيت فيها وتعلمت فيها النضال والتضحية. وأضاف: ليس هناك موضوع تنافس أو زعامات في النهضة، ولم أشعر يوما ان هناك إرادة لابعادي عن أي موقع بل كانت هناك رغبة ملحة في القيام بدور قيادي في النهضة.
وبخصوص المؤسسات والديمقراطية داخل حركة النهضة قال الجبالي: اعتبر ان في حركتنا هناك قنوات ربما ليست كاملة لتسيير الخلاف وادارة الخلاف داخل الحركة، ولكنها موجودة وتقوم بدورها.
من جهة اخرى قال: لا أشاطر رياض الشعيبي في حديثه عن غياب الديمقراطية وامكانية حصول نزيف من الاستقالات داخل النهضة، واحترم رأيه واستقالته أمر ممكن وطبيعي وليس مأساة ويجب ان نتعود على الخلافات في الرأي. كما قال: ليس هناك حمائم وصقور في النهضة، وهناك نقاشات داخل النهضة وأراء متعددة والمهم ان نحترم القواعد في إدارة الخلاف.
كما قال: هناك نقص في التصعيد القيادي ليس في الحركة فقط بل في أغلب الأحزاب السياسية، و التشبيب ضروري.
وبخصوص ما يروج على تفضيل الجبالي من قبل الاتحاد الاوروبي على أساس انه الوجه المدني في حركة النهضة قال: لن اقبل أن أكون ممثل أي طرف دولي ورغم ان الاتحاد الأوروبي يراهن على استقرار تونس. وواصل قائلا: عندي طموحاتي نعم وهي ايصال البلاد الى نقطة اللاعودة في الديمقراطية والحريات.
الحوار طويل وقد تناول أيضا تجربته في الحكم وكيف كان قراره بتكوين حكومة كفاءات عقب اغتيال بلعيد، ودوره بعد ذلك في انجاح الحوار الوطني. وبدا الجبالي من خلال هذا الحوار قادرا على الاستفادة من الشعبية التي يحظى بها لدى جمهور واسع متحدثا كشخصية وطنية تفكر في المستقبل وفي ترسيخ التجربة الديمقراطية التي كما قال تتهددها العديد من العراقيل وتنتظرها الكثير من التحديات.