قال رئيس الجمهورية التونسي محمد المنصف المرزوقي إن “سبب التفرقة بين الشعوب والأديان اليوم هو السياسة بشقيها المتمثلين في الحرب أو الصراع من اجل السلطة هي المسؤولة عما يعانيه العالم.”
واعتبر المرزوقي في كلمة ألقاها خلال المؤتمر الدولي لشباب أديان من أجل السلام المنعقد الثلاثاء بتونس أن “السياسة حاولت تاريخيا استقطاب الدين وجعله أداة من أدوات السلطة وتحويل وجهة الدين والسطو عليه لتفويضه من أجل السلطة.”
كما أدان الرئيس التونسي “الاستعمال السياسي للدين واستغلاله كمطية للبقاء في السلطة وانه لا بد من تحرير الدين من رقة السياسة.”
وأضاف أنه “من يريد السلطة فعلا يجب أن يكون له برنامج سياسي فالديانات على اختلافها جعلت لتقريب الناس ولم تجعل للتفرقة والتباعد.”
كما عبر عن “رفضه التام أن يقال إن الاسلام له أي يد في كل العمليات الارهابية العنيفة والبشعة التي تحدث في العالم.”
من جانبه قال مفتي الديار التونسية حمدة سعيد إن “الدين الإسلامي يقدم السلام على الحرب ويقدم التفاهم على الخلاف ويحرّم كل فتنة وأن الفتنة أشد من القتل وهي من تؤدي إلى الصراع والتقاتل والإرهاب ويكفي أن كلمة السلم ذكرت في القران الكريم 140 ولم تذكر كلمة الحرب إلا 6 مرات.”
وأضاف في كلمته أمام المؤتمر أن “جميع الأديان السماوية تدعو إلى هدف موحد وهو حث الإنسانية باختلاف الأجناس والثقافات على التعايش السلمي والتعارف والمحبة وعلى الإخاء وهو ما يبعث على الراحة والطمأنينة في العلاقات البشرية.”
كما اعتبر أن “الإسلام وباقي الأديان السماوية براء من قضية الإرهاب والقتل المستفحلة في العالم التي لا دين لها.”
من جانبه دعا كبير الأحبار في تونس (ممثل اليهود) حاييم بيتان في تصريح للأناضول إلى “تبني فكرة السلام في العالم وإلى أن يعم كل الأرجاء وإلى ضرورة تحقيق التقارب بين مختلف الأديان السماوية فالدين جعل للتقارب والإخاء وليس للإرهاب والتقتيل والعنف.”
وأكد الأب ايلاريو انطونياسي أسقف مطران تونس (ممثل للمسيحيين في تونس) أن “الرسالة التي يجب أن تخرج بها مثل هذه المؤتمرات هو خلق عقلية جديدة تساعد على الجمع بين مختلف الأديان في ظل ما يشهده العالم من توتر وحروب وإرهاب واضطرابات سياسية.”
وقد نظمت، المؤتمر الدولي لشباب أديان من اجل السلام جمعية “فن وديمقراطية” (مستقلة) بإشراف رئاسة الجمهورية التونسية وبالتعاون مع منظمة أديان من أجل السلام (دولية غير حكومية).
وقد حضره عدد من ممثلي الديانة اليهودية والمسيحية في تونس وممثلي الأحزاب السياسية وفنانون ومثقفون وإعلاميون.