نظمت جمعيّة فنّ وديمقراطيّة مساء الاثنين الماضي لقاء حواريا جمع بين مجموعة من الفنّانين وعددا من قياديي حركة النهضة ومن بينهم الاستاذ راشد الغنوشي والشيخ عبد الفتاح مورو والاستاذ عامر العريض والاستاذة محرزية العبيدي، وتناول اللقاء لبحث الإشكاليات التي تخص الجانب الثقافي في تونس وأهميّة التعاون بين السياسي والفنّان لإيجاد حلول مستقبليّة للنهوض بالقطاع، وفق بلاغ صادر عن الجمعية. كما تمّ التطرق لرؤية حركة النهضة للمشروع الفنّي وكيفية تعاملها مع مسألة الحريات وارتباطها بخلفيتها الإسلاميّة.
وقد بيّن مجموعة من الفنانين عبر مداخلاتهم، أهميّة احترام حريّة الفنّان حتى لا يتمّ استغلاله كأداة لتبييض الديكتاتورية السياسيّة ولا يكون ذلك إلاّ بتوفير الآليات الماديّة والمعنويّة للوصول إلى فنّ هادف، كما طرحت عديد الإشكاليات التي يتعرض لها الفنان التونسي والتي تسبب عائقا في تطور الجانب الفنيّ في تونس. ومن خلال مداخلة كلّ من راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو ومحرزية العبيدي، أكّدت حركة النهضة على تطوير هذه اللقاءات وتوسيعها مع جميع الفنّانين والمبدعين والمثقفين في كلّ المجالات ومواصلتها بصفة دوريّة حتّى يتمّ هدم القطيعة بين السياسي والفنان وحتى يكون الفنان مرشدا وموجها للنخبة السياسيّة لما يقوم به من دور هام في ايصال الصورة الحقيقية للمجتمع عبر بحثه ونقده.
اللقاء كان في غاية الأهمية لانه جمع بين نخبة من المثقفين والفنانين وقادة حزب سياسي مرشح للفوز باغلبية مقاعد مجلس الشعب القادم، كما انه جاء ليؤكد من جديد ضرورة جسر الهوة بين السياسيين والفنانين وليكذب الفكرة المغلوطة على ان الاسلاميين في قطيعة مع الفن والفنانين. وقد كان اللقاء الحواري الاول من نوعه محل ترحاب في عديد الاوساط الفنية التي تفكر مستقبلا في تنظيم لقاءات من هذا النوع تدعم المنتوج الفني التونسي وتؤصل لعلاقة جديدة بين الفن والسياسة.