تخاصم أعرابي مع زوجته قبيل صلاة الفجر، فقال لها : اذهبي فأنت طالق. فقالت :
قبّحك الله كم تنافق. ثم خرج إلى الصلاة، فإذا الإمام يفتتح بقراءة: “الأعراب أشدّ كفرا ونفاقا” فصاح الأعرابي، ولم يعلم أنها آية في الكتاب، وأنت ما دخلك بيننا يا ثقيل ؟ ! أشهدكم أنني راجعت زوجتي، نكاية بإمامكم ! وترك الصلاة وخرج.
*****************************
مات لأعرابي ولد صغير، فقيل له: أبشر، فإنه يكون شفيعا لك يوم القيامة. فقال : لا وكلنا الله إلى شفاعته. إذا والله يكون أعيانا لسانا وأضعفنا حجة ! ليته فقط يكفينا نفسه.
*****************************
خرج الحجاج متصيدا، فوقف على أعرابي يرعى إبلا له، فسأله: كيف رأيت سيرة أميركم الحجاج يا أعرابي؟ فقال : ظلوم غشوم، لا حياه الله! فقال الحجاج: أفلا شكوتموه إلى أمير المؤمنين عبد الملك؟ فقال الأعرابي: ذاك أظلم وأغشم وإلا ما كان ولّى مثله. فبينما هو كذلك إذ أحاطت به الخيل, فأمر الحجاج بالأعرابي فأخذ. فسأل الأعرابي أحد الجند: من هذا يرحمك الله؟ قال: الحجاج . فحرك الأعرابي دابته حتى اقترب من الحجاج وقال: أيها الأمير , السر الذي بيني وبينك أحب ان يبقى بيننا! فضحك الحجاج وأمر بإخلاء سبيله.
*****************************
ترك أعرابي إبله في السفح وانحدر يصلي مع الناس صلاة المغرب، فأطال الإمام القراءة، حتى ضجر الناس، وهمّ الأعرابي، لخوفه الذئب على إبله، بترك الصلاة. ولمّا خرج الناس سمع الأعرابي رجلا يتذمّر ويقول لآخر: لقد أطال الإمام القراءة اليوم! فقال الأول: نعم. قرأ فينا من البقرة. فقال الأعرابي، ولم يعلم أن البقرة سورة في القرآن: البقرة؟ كلّ هذا بقرة؟ والله لقد كادت بقرته تذهب بكلّ إبلي !
*****************************
استأجر أعرابي بيتا، وكان خشب السقف يقرقع كثيرا، فلما جاء صاحب البيت يطالبه بالأجرة قال له : أصلح سقف بيتك، فإنه يقرقع ! فقال المالك : لا بأس عليك، إنه يسبح الله ! فقال الأعرابي: أخشى أن يدركه الخشوع فيسجد علينا !
*****************************
قيل لأعرابي : ما تقول يرحمك الله، المشي خلف الجنازة أفضل أم أمامها ؟ فقال : لا تكن على النعش وامش حيث شئت !
*****************************
سمع أعرابي إحدى المغنيات تقول : اللهم لا تمتني حتى تغفر لي ! فقال لها : يا فاسقة، أنت لم تسألي الله المغفرة، بل طول العمر !
*****************************
مرّ رجل بأعرابي يجرّ حمارا فقال له، يمازحه: ما عرفتك، وعرفت الحمار ! فقال الأعرابي : لا عجب في ذلك ؟ سمعت أنّ الحمير تعرف بعضها !
*****************************
مرض أعرابي فجاء جماعة يزورونه، فأطالوا الجلوس حتى ضجر، فأخذ وسادته وقام وقال: “شفى الله مريضكم بالعافية” !
*****************************
قيل لأعرابي: لم لا تشرب الخمرة؟ فقال : أنا والله لست راض عن عقلي وهو جميع، فكيف إذا فرّقته؟!
*****************************
قيل لأعرابي : ما تقول، يرحمك الله، فيمن مات يوم الجمعة ؟ أيعذّب عذاب القبر ؟ قال : نعم، يعذّب يوم السبت !
*****************************
رُمي أعرابي أعور بنشابه، فأصابت عينه الصحيح فاقتلعتها، فقال : أمسينا وأمسى الملك لله… !
*****************************
أعرابي أعمى دخل عينا يغتسل فيها بثيابه، فقيل له في ذلك، فقال : أن تبتلّ علي، خير من أن تجفّ على غيري..!
*****************************
سمع أعرابي أحد النحاة يصلي بقوم صلاة الاستسقاء ويدعو : اللهم اسقنا غيثا مريئا، مريعا، مجلجلا، مسحنفرا، هزجا، صخبا، سفوحا، غدقا، مثعنجرا… فناداه الأعرابي : يا خليفة نوح ! هذا والله الطوفان. انتظر حتى آوي إلى جبل يعصمني من الماء.
*****************************
ولّى يوسف بن عمر صاحب العراق أعرابيا على عمل له، فأصاب عليه خيانة، فعزله واستقدمه يحاسبه، فقال له: يا عدوّ الله ! أكلت مال الله؟ فقال الأعرابي : ومال من آكل إذن؟ أرأيت إبليس يعطي ماله أحدا؟
*****************************
سُمع أعرابي، في الطواف يقول : اللهم اغفر لأمي، يكرّرها. فقيل له : مالك لا تذكر أباك؟ فقال : أبي رجل يحتال لنفسه، أمّا أمّي فضعيفة بائسة !
*****************************
ولي أعرابي على ناحية من بلاد اليمامة، وكان فيها قوم من أغنياء اليهود، فاستقدمهم وسألهم: ما عندكم في المسيح؟ قالوا: قتلناه وصلبناه. فقال : اوَغرمتم ديته؟ قالوا : لا. قال : والله لا تبرحون حتى تؤدّوها ! فأرضوه حتى كفّ عنهم !
*****************************
أشرف أعرابي على بلدته، عائدا من الحجّ، فلقيه ابن عمّ له، فسأله عن الأهل والعيال، فقال: والله ما مرّ على سفركم ثلاثة أيّام حتى نشب الحريق فأتى على دارك كلها. فرفع الأعرابي نظره إلى السماء، وقال: ما هذا يا ربّ؟ تأمرنا بعمارة بيتك ثم تعمد إلى بيوتنا فتخربها ؟
*****************************
جاء أعرابي عين ماء صافية في رمضان، فشرب حتى ارتوى ثم نظر إلى السماء وقال :
إن كنت قدّرت الصيا م فاعفنـــا مـــــــن شـــــــــــــــهر آب
أو لا، فــــــــإنّـــــــــــا مفطـــــــــرو ن وصابرون على العذاب.