ضمن فعاليات الدورة 19 لأيّام قرطاج المسرحيّة، احتضنت قاعة المونديال بالعاصمة مساء الثلاثاء 12 ديسمبر 2017 العمل المسرحي الجديد “انتليجنسيا” للمخرج نزار السعيدي.
المسرحيّة تتطرّق بعمق إلى موضوع النخبة “الأنتليجنسيا” في تونس و تشخّص علاقتها بالعامّة وتبرز من خلال محاولة شاب ينتمي إلى عائلة مرفهة الانتحار ليتعرّض في المستشفى إلى خطأ طبّي و تتجلّى من خلال الأحداث علاقات الشخوص في المسرحيّة و تناول عائلة الشاب لموضوع دخوله المستشفى و تعاملها تجاه هذه الوضعيّة التي تساهم في كشف علاقة النخبة بالعامّة.
وتجمع المسرحيّة كوكبة من الممثلّين المسرحييّن على غرار ﺟﻤﺎﻝ ﺳﺎﺳﻲ ﻭﺁﻣﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺍﻱ ﻭﻋﻼء ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺷﻮﻳﺮﻑ ﻭﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﻋﻴﺴﺎﻭﻱ ﻭﻓﺎﻃﻤﺔ ﻋﺒﺎﺩﺓ.
“إنتليجنسيا” التي تمثّل ثالث مشاركة للسعيدي في مهرجان أيام قرطاج المسرحيّة تقف على تاريخ النخبة التونسيّة باختلاف مساراتها السياسيّة و الإيديولوجية و مساءلة للمجموعة في اختيارها للنخبة و تغوص في تحليل علاقة النخبة بالفرد وعلاقة الفرد بالنخبة ونماذج من أنواع النخبة التي يشاهدها المواطن يوميّا كما تقوم على بناء عرض مسرحيّ معاصر ينطلق من الممثّل و إليه باعتباره موطنا قبل أن يكون مسرحيّا.
و تتوجّه “انتليجنسيا” بالنقد إلى الواقع التونسي المعاصر من خلال مأساة تعيشها إحدى العائلات المرفّهة والمتكوّنة تتكون من الأخ الأكبر والدكتور في الآداب واللغة العربية والمناضل السابق في الجامعة (جمال ساسي) وشقيقته (آمال الكراي) و زوجته الحقوقيّة (انتصار العيساوي) وابنتهما (فاطمة عبادة) الطالبة في كلية الطب.
كما تطرح جملة من الإشكاليات الراهنة في المجتمع التونسي المعاصر وتشخّص المجتمع الذي تحوّلت فيه حالة الإنعاش إلى حالة إجتماعيّة فرضت على الفرد مواجهة الحقيقة وضرورة بحثه عن الحلول وفضحت النخبة التي بقيت في الجانب النظري ولم تتحوّل إلى تطبيق أقوالها حفاظا على الصورة الاجتماعية.