اعتبرت صحيفة الواشنطن بوست الامريكية في مقال لها نشر علی موقعها الإلكتروني تحت عنوان “Meet Souad Abderrahim, the first female mayor of Tunisia’s capital in 160 year” ان تنصيب سعاد عبد الرحيم رئيسا لبلدية تونس الشهر الماضي حدث تاريخي بإعتبار انها منتخبة من الشعب و بإعتبار انها اول امرأة تشغل هذا المنصب الذي كان حكرا علی الرجال وهو امر نادر في العالم العربي و حتی في تونس التي قطعت اشواطا في تحقيق المساواة بين المرأة و الرجل .و اعتبرت الصحيفة ان انتصار سعاد عبد الرحيم يعكس تغيرا تدريجيا في المواقف تجاه المرأة في العالم العربي حيث يعتبر السماح للمرأة بقيادة السيارة انجازا في دول اخری
و نقلت اليومية الامريكية عن نسرين جلالي المدير التنفيذية لمنظمة بوصلة قولها “لقد كسرت سعاد عبد الرحيم السقف الزجاجي بشكل واضح ،إنتخاب امرأة علی رأس بلدية العاصمة حدث تاريخي لم تعرفه العاصمة منذ تأسيس بلديتها في سنة 1858 “.
واضاف المقال ان قيمة هذا الحدث و رمزيته تمكن ايضا في ان شيخة المدينة الجديدة كانت مرشحة لحزب اسلامي له جذور اخوانية حيث استوحی ادبياته التأسيسية من جماعة الإخوان المسلمين في مصر و هي جماعة تصنفها بعض القوی الاقليمية علی انها مجموعة متطرفة و يراها البعض الاخر معتدلة بإنخراطها في اللعبة الديمقراطية ففي الوقت التي تتعرض فيه فروع جماعات الاخوان للقمع في الشرق الاوسط يری الديبلوماسيون و المحللون ان تنصيب سعاد عبد الرحيم هو دليل علی صدقية حركة النهضة في تونس التي فصلت الدعوي عن السياسي في مؤتمرها الاخير سنة 2016 ،كما ان سعاد عبد الرحيم تقطع مع الصورة النمطية للقيادات الحزبية النسائية الاسلامية بشعرها العاري ذي اللون النحاسي و لباسها الغربي الانيق.
و اضاف المقال ان هذه رسالة ايجابية للذين يعتقدون ان الاسلام يتعارض مع حرية المرأة و هي ايضا رسالة جيدة للاجيال القادمة
و قالت الواشنطن بوست انه منذ الاستقلال في سنة 1956 قامت الحكومة التونسية بدسترة المساواة بين الجنسين بإلغاء تعدّد الزوجات و تقنين السن الادنی للزواج و اصبح للمرأة الحق في المطالبة بالطلاق و الاجهاض اي قبل 8 سنوات من تقنين الولايات المتحدة لذلك ،كما ان المرأة التونسية تشارك بشكل كبير في الحياة العامة و اقتحمت مجالات كانت حكرا علی الرجال بما في ذلك الامن و الجيش
و ختمت الصحيفة الامريكية مقالها بنقل ما ورد علی لسان سعاد عبد الرحيم التي اعتبرت ان توليها لهذا المنصب الريادي هو رسالة طمأنة للنساء التونسيات اللواتي لديهن فوبيا من الاحزاب الإسلامية ” كما ختمت بالقول بأنها دخلت التاريخ و لا يمكن لأحد حذف ذلك .