نظمت حركة النهضة صباح اليوم الاربعاء 15 ماي 2019 ندوة صحفية خصصت لابداء بعض الملاحظات حول الاستعدادت للانتخابات التشريعية والرئاسية التي ستجرى في شهري اكتوبر ونوفمبر القادمين خاصة على مستوى عملية التسجيل.
وأكد الناطق الرسمي باسم حركة النهضة عماد الخميري الذي اشرف على هذه الندوة صحبة رئيس مكتب الانتخابات بالحركة محسن النويشي، ان الهيئة العليا للانتخابات تعتبر مكسبا ومفخرة لتونس الجديدة ما بعد الثورة، وحركة النهضة تثمن دورها الكبير، لكن لنا جملة من الملاحظات حول التسجيل الذي هو محطة مهمة في انجاح العملية الديمقراطية وفي تكريس الشفافية لهذه العملية وهي ايضا محطة مهمة لضمان اوسع مشاركة للتونسيين والتونسيات في الاستحقاق الانتخابي القادم والذي بقدر ما تكون المشاركة فيه واسعة بقدر ما يكون ناجحا.
**الملاحظات المطروحة
اكد رئيس مكتب الانتخابات محسن النويشي خلال مداخلته، ان جملة الملاحظات المطروحة في هذه الندوة هي عبارة عن دعم لعمل الهيئة ولفت نظرها الى بعض المسائل المهمة في تكريس الشفافية وضمان نجاح هذا الاستحقاق، موضحا ان الهدف الاساسي من هذه الملاحظات هو تجويد العملية الانتخابية وتحسين ظروف انجازها.
واشار النويشي الى أنّ هيئة الانتخابات هي من الاطرف الاساسية في العملية الانتخابية الى جانب المترشحين والناخبين وهي تقوم بدورها ومهمتها لتأمين هذا الاستحقاق كما فعلت في 2011 وفي 2014 والذي استعدت له بانتشار واسع وتهيأت بانتداب 3000 عونا منهم 500 قارين و2500 متنقلين كما اعتمدت على الاستهداف حسب القطاعات والفئات والتحفيز للاعوان وهذا ما اعلنت عنه خلال اجتماعاتها مع الاحزاب ومع غيرهم من الاطراف الاخرى.
**نقائص في التسجيل بالداخل
التسجيل الآلي:
اكد النويشي انه هناك نقاط ضعف متعددة تشوب عملية التسجيل بالداخل والخارج فمن الملاحظات بالنسبة للتسجيل في الداخل، شبهة التسجيل الالي، مشيرا الى انه في 2011 تم الاعتماد عليه الى جانب التسجيل الارادي وقد احدث عديد الاشكاليات وقتها، مما جعل المشرّع في 2014 من خلال القانون الانتخابي يتجه الى الاقتصار على التسجيل الارادي.
واكد ان عديد التشكيات تصلهم حول التسجيل الالي، خاصة الناخبين الجدد الذين بلغوا سن التسجيل من الطلبة وتلاميذة البكالوريا، حيث ان كثيرا منهم حين يبادر بالتسجيل يجد نفسه مسجلا ومثل هذه الحالات منتشرة على مستوى كل مناطق الجمهورية والملفت ايضا ان عدد منهم وجدوا انفسهم مسجلون في مراكز بعيدة عن عناوين سكناهم.
فالسؤال المطروح بقوة هو من اين تم الحصول على معطاياتهم الشخصية؟ ومن سجلهم؟ وكيف تمت العملية؟ فالمطلوب من الهيئة هو النظر في هذا الملف والبحث فيه وضرورة ايجاد حلول، فليس المهم تضخيم سجل الانتخابات، موضحا انهم مع الترفيع في نسبة المشاركة لكن ضد تضخيم السجل بتسجيل غير ارادي لان ذلك لا يضمن مشاركته في الاقتراع.
**التسجيل بالخارج
فيما يتعلق بالتسجيل بالخارج اكد النويشي انه لقي تعثرا كبيرا منذ البداية، ونذكر انه حصلت نفس المشاكل في 2014 واستمرت وقتها الى يوم الاقتراع، فكثير من الناخبين كانوا يتصورون انفسهم في مراكز اقتراع ولكن وجدوا انفسهم في مراكز اخرى في نفس الدائرة واحيانا في دوائر اخرى… وهنا ننبه الهيئة الى ضرورة تلافي هذه الاشكاليات والاسراع بحلها وتجنبها.
كما اشار الى انهم تفاجؤوا بان الهيئة العليا للانتخابات اعتمدت في التسجيل بالخارج بمقرات السفارات والقنصليات على موظفي وزارة الخارجية، موضحا بالقول: “نحن لا نشكك في الموظفين او في وزارة الخارجية او في الهيئات الرسمية او اي من مؤسسات الدولة فهي كلها جزء من العملية الانتخابية، لكن الفلسفة التي نشأت عليها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات هي الاستقلالية والحياد والشفافية.
ومن اهم عناصر الاستقلالية هي ان الهيئة مؤسسة مستقلة في المستوى الاداري والمالي والعملي تنتدب اعوانها في مختلف المراحل التي تنجز فيها العملية الانتخابية وهذا ما لم يحصل للاسف الى الان وفي هذا ضرب للفلسفة التي بنيت عليها الهيئة وقد راسلنا الهيئة واصدرنا بيانا بالخارج في هذا الصدد.
ولكن الى حد اليوم تم انتداب فقط 19 شخصا ل60 دائرة وقيل انه سيتم اضافة 12 انتدبا لم يحصل بعد.
كل هذا له انعكاساته على العملية الانتخابية وعلى التسجيل بالخصوص فهؤلاء الموظفين لم يتم انتدابهم بل تم تكليفهم اي انهم يباشرون وظيفتهم العادية ويشرفون على التسجيل في الانتخابات، وكما نعرف التوسع الجغرافي كبير في الخارج وكثيرا ما ياتي الناخب من بعيد للتسجيل فلا يجد الموظف المكلف بالتسجيل او يجد الشبكة لا تشتغل.
وشدد النويشي على ان الهيئة مطالبة بالتدارك بانتداب اعوان متفرغين للعمل في صلبها من اجل تأمين العملية الانتخابية.
جوازات السفر:
ومن المشاكل الاخرى بالخارج اشكالية جوازات السفر بين القديم والجديد وخاصة التي لا تحمل رقم بطاقة التعريف حيث يتم اقصاء البعض من العملية الانتخابية ونتمنى ان نرى حلولا لهذه المشاكل.
واشار النويشي الى ان من الملاحظ في الخارج ايضا غياب نشر نتائج التسجيل اليومي كما يحدث في الداخل حيث تنشر الهيئة الارقام يوميا وقد بلغ الى حدود امس 837118 مسجلا.
**التسجيل عن بعد متعطل
ومن الاشكاليات الاخرى ذكر رئيس مكتب انتخابات حركة النهضة آلية التسجيل عن بعد، موضحا انه تم اقتراحه والهيئة تفاعلت معه واجتهدت في ذلك مشكورة، لكن وجدت عديد الاشكاليات ولم تنجح هذه العملية في البداية لصعوبات في المنظومة وبدأت بالتحسن نوعا ما لكن لاتزال تعرف بعض الصعوبات.
وذكر منها الموافقة على المطالب حيث ان الهيئة كونت لجنة لتنظر في المطالب، هذه اللجنة لم يتم الاعلان عن اسمائها وهذا ما يجب ان يحدث من باب الشفافية والمصداقية.
كما انه من المفروض ان يتم الرد على المطلب المرسل في ظرف 3 ايام اذا رفض، او انه يعتبر مقبولا، لكن عدد من المتقدمين بالمطالب لم يتلقوا الرد في المدة المحددة ولما تفقدوا التسجيل وجدوا انهم ليس مسجلون.
–محمد–