تونس: جريدة الفجر
حوار: شريفة كراين
أسبوع واحد يفصلنا على موعد الانتخابات التشريعية التي سجرى يوم الأحد 6 أكتوبر 2019, أسبوع رفّعت مع بدايته مختلف القائمات الحزبية والمستقلة والائتلافية في نسق حملاتها الانتخابية، من خلال الخيمات والاجتماعات الشعبية وتنقلات “باب باب” والمقاهي السياسية وغيرها من الاساليب.
قائمات في مختلف الدوائر تتنفاس على الفوز بمقاعد في البرلمان، ففي دائرة ولاية مدنين نجد 34 قائمة تتسابق في هذا السباق الانتخابي، من بينهم قائمة حركة النهضة التي تبدو الاوفر حظا والاقرب الى الفوز، حيث مثلت في الفترة النيابية 17/14 ب5 نواب من 9 وكانت صاحبة المرتبة الاولى بفارق كبير على بقية القائمات بحكم الخزان الانتخابي لها في الولاية.
وللوقوف على ملامح وبرامج قائمة حركة النهضة بمدنين التقت جريدة الفجر المرشحة الشابة مروى بن تمروت في الحوار التالي:
1- من هي مروة بن تمروت؟
شابة مترشحة عن قائمة حركة النهضة بمدنين للانتخابات التشريعية 2019، متحصلة على ماجستير بحث في علوم المحاسبة بكلية العلوم الاقتصادية والتصرف بتونس المنار، طالبة سنة ثانية علوم سياسية بأكاديمية “ريادة”.
ناشطة سياسية منذ الثورة ضمن هياكل حزب حركة النهضة مكلفة أساسا بالإعلام والشباب، ناشطة في المجتمع المدني وأحد مؤسسي الاتحاد العام التونسي للطلبة ما بعد الثورة.
2-هل ترشحك لهذه المهمة اختياري أو دعوة ؟
في واقع الأمر، كان ترشحي لهذه المهمة اختياريا، حيث أطمح أن أعمل على خدمة جهتي وأن أكون صوتها المسموع، وكان هذا الأمر متاحا في حركة النهضة التي منحتني الثقة في تمثيل جهة مدنين وأدرجت اسمي كمترشحة بقائمتها للانتخابات التشريعية 2019.
جزيرة جربة وكل ربوع ولاية مدنين تنتظر من أبنائها العمل الجاد والسعي نحو تحقيق نهضة تنموية شاملة تحقق الكرامة والرفاه لمواطنيها.
أطمح في تحقيق الكثير.. وأرجو أن أكون صاحبة بصمة في تغيير واقع بلادي نحو الأفضل.
3- أنت مزجت بين تمثيل الشباب والمرأة، فما هو برنامجك للاشتغال على هذا التمثيل المزدوج ؟
بالنسبة لي كشابة مترشحة بالقائمة التشريعية لحركة النهضة بمدنين، القائمة رقم 10، سأدفع نحو إرساء منوال اقتصادي جديد يدفع نحو تحسين دخل الفرد والنهوض بتشغيلية الشباب من خلال ضمان القيمة المضافة لمختلف الأنشطة الاقتصادية وذلك عبر دعم الاقتصاد الرقمي.
نحن في حركة النهضة نقدّر الثروة الحقيقية للبلاد والتي تتمثل في تعزيز رأس المال البشري والاستثمار في فئتي الشباب والمرأة من خلال تمكينهم من أدوات وسبل الإبداع والمشاركة الفعّالة في تحسين الإنتاجية، وهذا لا يكون إلا عبر إصلاح وتحديث مختلف القطاعات كالتربية والتعليم والصحة والشباب والرياضة والثقافة.
4- لو تحدثنا عن وضع المرأة في ربوعكم ماهي مشاكلها ومشاغلها وهل تم تنزيل البعض من ذلك في برنامجكم كقائمة بمدنين؟ في العهدة البرلمانية السابقة، ساهمت كتلة حركة النهضة في دعم العمل التشريعي وإطلاق عديد من المبادرات التشريعية النوعية التي تساهم في تأمين عدد من المكاسب المهمة للمرأة، على غرار التمديد في عطلة الأمومة ومكافحة العنف ضد المرأة وتعزيز حماية نقل العملة الفلاحيين …
بالنسبة للمرأة في جهتنا تعاني من عدم تكافؤ الفرص في العمل وخاصة في مستوى الراتب فهي تقوم بنفس العمل الذي يقوم به الرجل براتب أقل، وأخصّ بالذكر المرأة الحرفية التي تشتغل في الصناعات التقليدية بأجر دون الأجر الأدنى للعمل ولا تتمتع بالضمان الاجتماعي وهذا يدفعنا لإيلاء الاهتمام الأوفر لتنقيح مجلة الشغل وقانون الوظيفة العمومية لدعم الحقوق الشغليّة للمرأة، وخاصة المرأة الحامل والمرضعة.
كذلك، نحن في برنامجنا نطمح لتعزيز وتطوير المكاسب التي تتمتع بها كل مرأة تونسية من خلال التشجيع على بعث محاضن قرب أماكن العمل.
5-مهمة نائب شعب ولا شك فيها رسالة كبيرة والتزام تجاه الناخب، فهل اعددت تصورات وخطة عمل لهذه المهمة الصعبة وأنت كما قلنا ممثلة الشباب والمرأة؟
نعم، أنا شابة مترشحة في المراتب الأولى بالقائمة التشريعية لحركة النهضة بمدنين، القائمة رقم 10، للدفاع عن مطالب فئتي الشباب والمرأة خاصة وكل أهالينا في ولاية مدنين.
ليس من السهل تمثيل فئتي الشباب والمرأة وخاصة في أحد ولايات الجنوب الذي عاش عقودا من التهميش ولم ير نور المشاريع والانجازات إلاّ في السنوات الأخيرة ما بعد الثورة وفي إطار هذا التمثيل المزدوج وفي إطار العمل البرلماني ضمن كتلة حركة النهضة، سأعمل على اقتراح مبادرات قانونية ومراجعات تشريعية خاصة ببعث المشاريع لتيسير دخول الشباب لسوق الشغل وخلق شباب مستثمر، والسعي لإحداث صندوق لتمويل المؤسسات الناشئة في مختلف المراحل، وكذلك الدفع نحو تسويغ الأراضي الدولية للشباب المبادر وللكفاءات في الجهات ضمن مشروع بعث شركات تعاونية لضمان حسن التأطير والمرافقة.
وأيضا، دعم وتأهيل المؤسسات الصغرى والمتوسطة عبر إعادة الهيكلة وتحديث نظم العمل والانتقال الرقمي بها، سعيا مني للتقليص من نسبة البطالة وإيجاد حلول جذرية للنهوض بمجال التشغيل.
6- ماهي اهم مشاكل الشباب في الجهة وهل من خطة واضحة في برنامجكم تهتم به؟
سأركّز في الإجابة على هذا السؤال على نقطتين أعتبرهما في مقدمة مشاغل الشباب في جهتي : النقطة الأولى حول الظروف غير الملائمة للشباب العامل بالقطاع السياحي، بالأساس مشكل التشغيل بهذا القطاع أنه قطاع هش ومرتبط بظرفية زمنية محددة (الموسم السياحي) وفي أغلب الأحيان لا يتمتع فيه العملة بالتغطية الاجتماعية ومن هذا المنطلق سنعمل على النهوض بواقع الشباب العامل بهذا القطاع الحي وذلك عبر تشريع قوانين تمكّن من دعم حقوقهم الشغليّة وتحسين ظروف العمل.
والنقطة الثانية حول الجانب الرياضي، فباعتبار النقص الكبير الذي تعيشه جزيرة جربة خاصة وولاية مدنين عامة في المجال الرياضي، نعتزم في برنامجنا على إنشاء مركبات رياضية شبابية مندمجة ذات طابع بلدي بالشراكة مع القطاع الخاص والكفاءات الشابة بالجهة وإعادة إحياء وتنشيط البطولات الجامعية والمدرسية.
وفي هذا الإطار، نهدف إلى فتح الباب للقطاع الخاص والجامعات لبعث معاهد مختصة في قطاع الرياضة وإحداث معاهد نموذجية إقليمية لتكوين رياضيي النخبة.
7- كيف تنظر شابة مثلك إلى حظوظ الحركة عموما وقائمتكم خاصة في ظل نتائج الرئاسية الأخيرة التي كانت عقابية للأحزاب ؟
طيلة الفترة الفارطة، كانت كل الخيارات السياسية للحركة تنبني على موقف واحد وهو تثبيت المسار الديمقراطي للبلاد، نحن تحملنا مسؤوليتنا في الحكم بالرغم من أنّنا لو نكن الفائزين في انتخابات 2014 والشعب منح ثقته لنداء تونس ولكننا تحملنا المسؤولية وساهمنا بشكل كبير في إنقاذ البلاد من الانقلاب على مبادئ الثورة… ونعتبر تقلّص نسبة التصويت للحركة هي دفع ثمن ممارستنا للحكم ولسنا نادمين، بالعكس نحن نعتز بما قدمناه للبلاد من استقرار سياسي ومحافظة على الاستثناء التونسي وحماية الشمعة المضيئة الوحيدة من بين بقية بلدان الربيع العربي.
بالاستناد لنتائج الانتخابات الرئاسية، نحن نرى أنّ حظوظنا في الفوز كبيرة، وأننا في طليعة الأحزاب سواءً التي كانت في الحكم أو في المعارضة وفي تنافس مباشر مع حزب قلب تونس على المرتبة الأولى.
8- هناك اليوم موجة من التحريض على الاحزاب والدعوة الى عدم انتخابهم …ما قولك في هذا وفي مدى تاثيره على المشهد في البلاد؟
يمكننا أن نجزم اليوم بأنّ المشهد السياسي في حاجة إلى التفاف الأحزاب حول بعضها وخاصة منها الثورية وتوحيد الصف وأنّ الإئتلافات المستقلة والمجزأة لا تبني برلمانا قويا ولا يمكنها تشكيل حكومة وغير قادرة حتى على تجميع الرؤى وتوحيد الأصوات لتمرير القوانين !
فالمشهد السياسي المتفتت لا يقودنا إلا لمستقبل مجهول لا قدّر الله !
9- كلمة حرة للناخبين وللشباب ثم للمرأة
أدعو كل الناخبين وخاصة الشباب، لاختيار القائمة الحزبية التي تستطيع أن تمثل كتلة برلمانية صلبة وجامعة ومستقرة، لا تغريها السياحة الحزبية.. كتلة برلمانية ذات نفس ثوري ونظرة إصلاحية.. كتلة برلمانية تشكّل حكومة قوية قادرة على محاربة الفساد وتحقيق الإقلاع الاقتصادي والرفاه الاجتماعي الذي نحلم به.
أخيرا، صوتكم أمانة وتوحيد الصف واجب ! فمسار الثورة هو رهين نتائج الانتخابات التشريعية، فإما أن نكمل مسار الإصلاح وبناء الدولة الحديثة وتثبيت أسس الجمهورية الثانية وتحقيق التنمية المستدامة، أو أننا سنعود إلى عهد ما قبل الثورة.. لا قدّر الله.
