انتظمت، اليوم الأربعاء، ندوة حول مكافحة اللشمانيا الجلدية بسيدي بوزيد، ببادرة من الجمعية التونسية للحراك الثقافي، وبالشراكة مع وزارتي التربية والصحة، وحضور مختصين من الصحة وباحثين حول الموضوع.
وتندرج الندوة ،حسب ما بينه منسق المشروع، فتحي عموري، في تصريح لـ”وات”، ضمن مشروع “تصدّوا للشمانيا” المموّل من برنامج صحتي، والهادف الى المساهمة في تعبئة مجهودات المجتمع المحلي والهيئات الحكومية لمكافحة انتشار داء “اللشمانيا” في ولاية سيدي بوزيد.
وأوضح انه تم خلال مختلف مراحل المشروع، الذي انطلق منذ سنة 2020، القيام بالعديد من الحملات التحسيسية في عدد من المدارس لفائدة أكثر من 700 تلميذ بالمدارس الابتدائية، و200 ولي و50 إطارا تربويا و32 عونا من الصحة، من خلال التعريف بأسباب وطرق الوقاية من داء “اللشمانيا” واقتراح آليات محاربته وتنظيم حملة مناصرة تستهدف صناع القرار في قطاع الصحة خاصة مجلس النواب ووزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية قصد بناء آليات وبرامج فعالة للتصدي لمرض اللشمانيا.
وأشار الى انه تم إنتاج ومضة تثقيفية وتحسيسية لشرح مسببات داء “اللشمانيا”، وسبل التقليل من إمكانية الإصابة بها، وتنظيم سلسلة من الحصص الإعلامية والتوعية في 10 مدارس ابتدائية، و8 وحدات صحة أساسية بالإضافة إلى برمجة حملة مناصرة وحشد للتصدي لهذا المرض.
وقد تضمن البرنامج عددا من المداخلات حول تطور الإصابة بهذا المرض بولاية سيدي بوزيد، تمت الإشارة خلالها الى ارتفاع عدد المرضى من 667 سنة2012-2013 الى 1434 سنة 2019-2020 وذلك بسبب الظروف المناخية والبيئية المؤثرة على تكاثف البعوض الناقل والقوارض الخازنة، وخصوصا كميات الأمطار ونمو النباتات الملائمة لغذاء القوارص، وتطوّر القدرات المائية والمساحات الفلاحية بعد إنشاء السدود والبحيرات، وإقامة المشاريع التنموية في الاراضي الجديدة.
وأكد المتدخلون على ضرورة التعاون بين مختلف الاطراف المتدخلة، والتنسيق على مستوى الولاية من خلال تكوين لجان جهوية لتقييم الوضع حسب المناطق، وملاءمة طرق التدخل بعد درس الامكانيات، وإعطاء الاولويات، وتركيز نظام رصد بيئي جهوي يهدف الى مراقبة الخازن ومواطنه، ويمكّن الجهة من الحصول على المؤشرات التي تنبئ بانتشار العدوى، بالاضافة الى تكثيف عمليات تدمير جحور القوارض الناقلة للمرض، عن طريق الحرث العميق، وتشجير المساحات المحروثة، او استغلالها لتفادي ظهور النباتات الملائمة للقوارض، وعودتها من جديد وتكثيف الحملات التثقيفية والتحسيسية وتوفير العلاج المجاني لمداواة المرضى.